أخبارالأرشيفتقارير

“الثانوية العامة”.. وجع فى دماغ الاتصالات والداخلية والتعليم..والتقنيات الحديثة عبء على المراقبين

الاستماع للخبر

سنوياً، وعند إقتراب موسم الإمتحانات – خاصة الثانوية العامة – يكثر الحديث عن الإجراءات التى تتخذها الحكومة ووزاراتها لمنع “الغش” والقضاء على أى من وسائله..ومع ذلك يتم إختراق هذه الإجراءات وضبط محاولات مبتكرة للغش.

ومع الإضطراد المتسارع فى الأجهزة التكنولوجية والتقنية خلال الآونة الأخيرة تتنوع أساليب وتقنيات الغش، والحق يجب ان يقال حيث أن مصر لانفرد بهذه الظاهرة إذ أنها ظاهرة عامة وعالمية، بل إن مصر تعد الحلقة الأصغر فى هذه الظاهرة نظراً للضوابط الحكومية والقانونية الصارمة التى تحد من ذلك.

خلال اجتماع مجلس الوزراء قبيل موسم إمتحانات هذا العام برئاسة المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء أعلن وزير التربية والتعليم أنه سيتم توقيع كل ولي أمر طالب على إقرار بعدم اصطحاب نجله للهاتف المحمول في الامتحانات، والاجتماع مع المراقبين والملاحظين والتأكيد على تفعيل الثواب والعقاب من خلال قرارات وزارية.

ولفت الوزير إلى أن أي مراقب سيتهاون مع عمليات الغش سيُتم حرمانه من عدة مزايا مادية وعينية، وسيتم توقيع عقاب صارم ضده، لافتا إلى أنه تم التنسيق مع وزارة الداخلية للتصدي لمحاولات الغش الإلكتروني، كما أنه ستكون هناك متابعة للروابط الألكترونية التي تقوم بتسريب الامتحانات، والتنسيق في ذلك مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى بعض الإجراءات الأخرى.

وعلى مستوى الوطن العربى، تم الانتقال فى الجزائر من أساليب الغش التقليدية إلى أساليب 3G  والبلوتوث الأكثر تطوراً، والرسائل القصيرة والمصورة، وبرامج الشات، مع إستخدام جوجل للحصول على الإجابات الشافية الصحيحة لحظياً، ونقلها مباشرة عبر فيس بوك.

وربما يعود عدم تطبيق الإجراءات الصارمة بحذافيرها في كافة لجان الإمتحانات، إضافة إلى “إستخدام دورات المياه”، هو السبب الرئيسي وراء تسريب الإمتحانات وإجاباتها.

ويتصدر الغش عن طريق الاتصال بالعالم الخارجي المراكز الأولى من حيث تداوله لدى الطلاب، يليه وسائل أخرى تقليدية لا تقل أهمية عنه، مع تعدد سبل ووسائل الغش رغم تطور الإجراءات المضادة.

وفي الصين – الدولة ذات التقدم الإقتصادى والتكنولوجي الكبير – وفى مسعى لمواجهة الغش في الامتحانات في شهادة الثانوية المؤهلة للانضمام إلى الجامعة اعتمد مسؤولو التعليم في الصين على طائرات بدون طيار ذات تقنية عالية.

اعتمدت الطائرات بلا طيار، وما بها من تقنيات، والمعروفة في الصين باسم “جاوكاو” ستطير بصمت فوق الطلبة، وهم في أماكن الامتحانات التي تستوعب أكثر من 9 ملايين طالب كل عام.

وستقوم تلك الطائرات بالبحث عن موجات الراديو التي قد يعتمد عليها بعض الطلاب في الغش عبر أجهزة استقبال صغيرة.. جدير بالذكر أن إمتحانات القبول بالجامعات تجرى في أماكن مفتوحة كالساحات العامة والملاعب التي تستوعب آلاف الطلبة.

ومحلياً فى مصر قررت وزارة التربية والتعليم منذ العام الماضى استخدام أجهزة كشف المعادن والدوائر الكهربية والمفرقعات بجميع لجان الامتحان، وتم تدريب مسؤولي الأمن بجميع المديريات التعليمية، ومجموعة من قيادات الإدارة المركزية للأمن بديوان عام الوزارة؛ على أحدث الوسائل التي قامت الوزارة بتوفيرها لمكافحة ظاهرة الغش بواسطة الهواتف المحمولة والأجهزة التكنولوجية الحديثة.

فى الوقت ذاته نادى البعض بضرورة توفير أجهزة للتشويش لمنع إستخدام الهواتف المحمولة داخل اللجان، إلا أن مصدراص بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أكد ان إستخدام هذه الاجهزة غير مطروح نهائياً، وغير قابل للإستخدام نظراً لإستحالة قصر التشويش على غرفة معينة أو داخل مبنى مثلاُ، وإنما توفر هذه الاجهزة تشويشاً لدائرة ذات قطر معين مما يؤدى إلى قطع الاتصالات عن المتواجدين داخل محيط هذه الدائرة.

وإنطلاقاً من التمسك بالقانون، وحقوق المواطنين فى سهولة إمتلاك وإستخدام الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وقرارات الحكومة الصارمة القاضية بعدم قطع الاتصالات تحت أى ضغوط ولأى سبب فإنه يتعذر إستخدام مثل هذه الأجهزة أو تقنيات التشويش..وعليه لابد من إعادة إستخدام طرق المراقبة التقليدية.