التقى الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بضباط القوات المسلحة المرشحين للعمل كملحقي دفاع بالسفارات المصرية بالخارج، وذلك ضمن دورة تأهيل عناصر التمثيل الدبلوماسي العسكري المصري بمعهد دراسات العلوم المخابراتية والأمنية، بحضور رئيس جهاز الملحقين الحربيين.
وخلال اللقاء، أكد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لم يعد مجرد قطاع خدمي، بل تحول إلى قطاع خدمي إنتاجي وقوة استراتيجية تتنافس عليها الدول، في ظل التطورات المتسارعة في مجالات الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات، وتزايد الهجمات السيبرانية التي تمثل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي للدول.
وأوضح أن استراتيجية مصر الرقمية التي تم إطلاقها تهدف إلى تعظيم دور القطاع كمحرك رئيسي للنمو الاقتصادي، من خلال خلق فرص عمل في اقتصاد قائم على المعرفة والتكنولوجيا، وزيادة الصادرات الرقمية، ورقمنة الخدمات الحكومية، ودعم ريادة الأعمال والابتكار الرقمي.
وأشار إلى أن الاستراتيجية تستند إلى تطوير البنية التحتية الرقمية، وإعداد إطار تشريعي متوازن يحمي بيانات المواطنين ويشجع الابتكار والإبداع.
ولفت وزير الاتصالات إلى أن مصر أصبحت مركزًا محوريًا لحركة البيانات العالمية، حيث يمر عبر أراضيها 21 كابلًا بحريًا دوليًا تمثل نحو 90 في المئة من حركة البيانات بين آسيا وأوروبا، وتستفيد من هذه الشبكة أكثر من 60 دولة، مؤكدًا حرص الدولة على تقديم خدمات تنافسية وتعزيز قدراتها في مجال الكابلات البحرية الدولية.
واستعرض جهود بناء القدرات الرقمية، موضحًا أن التعليم المتخصص يمثل ركيزة أساسية في رؤية الدولة الجديدة للتعليم الفني، من خلال إنشاء مدارس WE للتكنولوجيا التطبيقية التي بلغ عددها 27 مدرسة تغطي جميع محافظات الجمهورية، إلى جانب تأسيس جامعة مصر للمعلوماتية كأول جامعة متخصصة في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على مستوى قارة أفريقيا، بشراكات أكاديمية مع جامعات عالمية، حيث تضاعف الإقبال على الالتحاق بها عدة مرات وتم تخريج أول دفعة منها هذا العام، مع استمرار خطة التوسع خلال الفترة المقبلة.
وتناول الوزير المبادرات التدريبية التي تنفذها الوزارة لبناء القدرات الرقمية في مختلف التخصصات، بما يتوافق مع احتياجات سوق العمل، موضحًا أنه تم إطلاق برامج تدريبية موجهة لفئات مهنية محددة، من بينها الإعلاميون والصحفيون والقضاة، لتعزيز مهارات استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، مع استهداف تدريب مئات الآلاف سنويًا وصولًا إلى مليون متدرب بحلول عام 2030، إلى جانب إنشاء 24 مركزًا من مراكز إبداع مصر الرقمية في مختلف المحافظات.
وأكد تعاظم مكانة مصر على خريطة التعهيد الدولية، حيث تجاوز عدد مراكز التعهيد العاملة من مصر 270 مركزًا تخدم الأسواق العالمية، مدعومة بتوافر كوادر بشرية مؤهلة ومهارات تنافسية، ما ساهم في خلق عشرات الآلاف من فرص العمل خلال السنوات الماضية، إلى جانب توقيع اتفاقيات جديدة مع شركات عالمية للتوسع في هذا النشاط، وارتفاع الصادرات الرقمية إلى مستويات غير مسبوقة مع استهداف زيادتها خلال الفترة المقبلة.
وفيما يتعلق بصناعة الإلكترونيات، أوضح الوزير أن مصر نجحت في جذب عدد من العلامات التجارية العالمية لتصنيع الهواتف المحمولة محليًا، مع تحقيق نسب مرتفعة من المكون المحلي، واستهداف زيادة حجم الإنتاج خلال العام المقبل والبدء في التصدير للأسواق الخارجية.
وأشار وزير الاتصالات إلى التوسع المستمر في تقديم الخدمات الرقمية للمواطنين عبر منصة مصر الرقمية، التي توفر حاليًا مئات الخدمات لملايين المستخدمين، ومن بينها خدمات سداد المخالفات المرورية والتحقق من براءة الذمة المالية، إلى جانب بدء المرحلة الأولى من خدمات المصريين بالخارج.
وأكد أن المرحلة المقبلة ستشهد استكمال نشر كابلات الألياف الضوئية في جميع المحافظات، وتحسين جودة خدمات الاتصالات والتغطية الداخلية لشبكات المحمول، خاصة بعد إطلاق خدمات الجيل الخامس.
