فى الوقت الذى تعمل فيه كافة مفاصل وقطاعات الدولة على تدعيم وتنمية الاقتصاد الوطنى المصرى، والوصول به الى اقصى درجات الإفادة للوطن لا أثر أو وجود للجنيه المصرى وسط العملات التى يتم التعامل بها مادياً سواء للدعاية او الإعلان أو التجارة الإلكترونية والتسويق من خلال موقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك”.
فى نفس الوقت الذى تكثر فيه الدعوات والحملات لدعم “الجنيه المصرى” عن طريق تحصيل رسوم العبور فى قناة السويس بالعملة المحلية، توجد قائمة طويلة مكونة من 60 عملة المعترف بها على موقع التواصل الاجتماعى للتعامل بها لا يوجد بها أى خبر عن الجنيه المصرى.
تمر عيناك بالدولار الامريكى “العملة السحرية”، واليورو الأوربى، والريال السعودى، والدرهم الإماراتى .. وغيرها من العملات الشهيرة التى من الطبيعى تواجدها على اى قائمة للعملات أو التعاملات التجارية العادية أو الإلكترونية، إلا ان هذه القائمة الطويلة من العملات تجاهلت الجنيه المصرى، على الرغم من أنها ذكرت أسماء لعملات أخرى أظن ان الأغلبية لا يمكن ان يتخيلوا وجود هذه العملات -وأحيانا الدول التى تستخدمها- إلا فى الأساطير وحكايات ألف ليلة وليلة.
من أمثلة هذه العملات التى ذكرها الموقع عملات: الباهت “عملة تايلاند”، الدونج “فيتنام”، الجوارانى “باراجواى”، الفورنت “هنجارى”، الباتاكا “ماكاو”، اللميرا “هندراوس”، الرنجيت “ماليزيا”، البوليفياتو “بوليفيا”، الراند “جنوب أفريقيا”، والزلوطى “بولندا”.. وذلك على سبيل المثال لا الحصر.
البعض قد يتفه من أهمية هذا الموضوع، إلا أنه بإحصائية صغيرة لتعداد مملكة الفيس بوك العالمية والتى تتجاوز المليار مستخدم، يستخدم منهم نسبة ليست بالقليلة التعاملات المالية له للترويج أو الدعاية، من هنا نستطيع معرفة أهمية إغفال “الجنيه المصرى” وسط هذه المملكة المليارية فى الوقت الذى يتم فيه ذكر العملة الإسرائيلية “الشيكل”.
وقد نستشعر زيادة أهمية هذا الأمر خاصة بعدما أعلنت الشركة المالكة لموقع التواصل الإجتماعى الأكثر شهرة وتداول عالمياً “فيس بوك” حديثاً عن ميزة جديدة تتيح لمستخدمي تطبيقها للتراسل الفوري “فيس بوك ماسنجر” إرسال وإستقبال الأموال مباشرة من خلال التطبيق.
وقالت “فيس بوك” فى بيانها أنها تهدف لتسهيل المعاملات المالية بين مستخدميها، نظراً لقناعتها بأن الكثير من المحادثات تدور حول المال.
وكشفت الشركة ان اكثر من مليون عملية دفع أموال للدعاية أو الإعلان تمت منذ أعوام قليلة عبر موقعها..هذه العمليات تغيب عنها “الجنيه المصرى”.
ويكشف ما سبق أهمية الدور التكنولوجى فى دعم الاقتصاد المصرى الوطنى من خلال الإهتمام بوضع “الجنيه المصرى” على شبكة الانترنت بصورة عامة، وعلى المواقع الأكثر تداولاً مثل “فيس بوك” و “تويتر” بصفة خاصة، ومن خلال التجارة والتسويق الإلكترونى بصورة أكثر عمومية.
وتظهر مؤشرات ودراسات وتقديرات الأمم المتحدة أن حجم التجارة الالكترونية حول العالم بلغ 3.8 تريليون دولار في عام 2003، ثم تضاعف الرقم بعد عام واحد ليصل إلى 6.8 تريليون دولار أواخر عام 2004.
وتشير التقديرات الأممية أيضاً الى أن هناك 90 مليون مستهلك فى الوطن العربى والشرق الأوسط للتجارة الإلكترونية فى 2003، وأن حجم التجارة الالكترونية فى الوطن العربى تخطى حاجز 15 مليار دولار عام 2015.
وقدرت المؤشرات عدد المتعاملين فى مجالات التجارة الإلكترونية فى الوطن العربى فقط بحوالى 15% ..وهذا العدد فى تزايد مستمر الى أن وصل حاليا إلى 39% وهذا لا شك أنه معدل تزايد مرتفع جدا.
وذكرت تصريحات لشركة أراميكس عن حجم التجارة الالكترونية أنه يوجد حوالى 8 ملايين زائر لموقع سوق دوت كوم يومياً من العالم العربى، ويصل عدد الذين يشتركون فى الموقع شهريا إلى 3.5 مليون مشترك.
وأشارت التصريحات الى أن طريقة “الدفع عند الإستلام” لاتزال نسبتها الأكبر من طرق الدفع عبر الأنترنت، والتى بلغت نسبتها 30%.
وفي دول الخليج العربى بلغ إجمالي مبيعات التجارة الالكترونية في عام 2010 ما يقارب 3320 مليون دولار، وفى السنوات العشر الأخيرة ارتفع استخدام العرب للانترنت بنسبة 2500%، فليس من المعقول أن يترك المسئولون عن قطاعى تكنولوجيا المعلومات والقطاع الإقتصادى فى مصر سوقاً بهذا الحجم لايدرى شيئاً عن العملة المصرية “الجنيه”.