خالد أبو المجد يكتب: محدش شاف حبيبي .. !!
خلال محاضرته التي ألقاها فى ثمانينات القرن الماضى أستهجن الدكتور على لطفى أستاذ الاقتصاد ورئيس وزراء مصر السابق ظاهرة التواكل والتراخى المتوارثة عبر الأجيال لدى غالبية المصريين، وكان ذلك متزامناً مع طرح مطرب الاغنية الشعبية الراحل حسن الأسمر لألبومه “محدش شاف حبيبي”.
وقال الدكتور لطفى أن “الكسل” ضرب الناس فى مقتل، حتى إن العشاق لم يكلفوا أنفسهم عناء البحث عن أحبابهم، بل طلبوا المساعدة فى ذلك من الآخرين، وأكد أن هذه الظاهرة ضاربة فى أعماق التاريخ بدليل رائعة موسيقار الأجيال الراحل عبد الوهاب “يامين يجيب لى حبيبى”، كما أنها أصابت العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ فراح يشدو “قولولو”..!!
تذكرت هذه المحاضرة عندما قرأت تغريدة على موقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك” تفيد بأن الموقع الإلكترونى الرسمي للمؤتمر الاقتصادى الوطنى www.egyptthefuture.com الذى عقد بمدينة السلام “شرم الشيخ” العام الماضي، وضم رؤساء وملوك ورجال أعمال وشخصيات عامة عالمية وإقليمية بهدف دعم الاقتصاد القومى للأسف لم تتم المتابعة عليه، ولم يقم المسئولون عنه بتجديد ودفع رسوم الإشتراك فى “الدومين” الخاص به – والذى لا يدري الكثيرون أنه أصبح إرثاً وأثراً قومياً- مما دعا الشركة المالكة له لبيعه لإحدى الشركات المتخصصة في “عصير البرسيم”..!!
لا أدرى من المسئول عن متابعة هذا الموقع الإلكترونى، ولكن كل ما أعلمه أنه من المفترض أن يمثل لنا هذا الموقع علامة فارقة على طريق النهضة التي حملنا معاً معاولها عقب ثورتنا البيضاء المضيئة فى 30 يونيو 2015، كل إنجاز خطونا خطوة تجاهه منذ هذه اللحظة يعد تاريخاً نفخر بسرده لأبنائنا من الجيل الصاعد وأحفادنا من بعدهم، حتى لا يتم تزوير أو تشويه الحقائق من بعد .. وبالدلائل.
لماذا تنتهى بنا الأمور على هذه الشاكلة، ولماذا نعطى اعداءنا السلاح تلو الآخر ليستخدمه ضدنا، ماذا لو قامت إحدي الدول أو الجهات المعادية بشراء هذا الموقع مصطحبة معه كماً هائلاً من البيانات و”الداتا” الخاصة بالمؤتمر، وقامت بإستخدام هذه البيانات بشكل سلبى أو بصورة تضر بمصالحنا.
الأمر كان بغاية البساطة لو أن مسئولاً قام بعمل تذكير على هاتفه المحمول بموعد التجديد، أو أنه ألحقت رسوم تجديد الموقع بحساب بنكى حتى يتم الإشتراك بشكل دوري وآلى، إضافة إلى أنه كان ينبغي المتابعة وإستغلال هذا الموقع الإلكترونى كنافذة حيوية وهامة وفاعلة لنشر الأخبار الإيجابية والإنجازات الاقتصادية المصرية المختلفة لتحقيق أعلى قيمة مضافة ..فكلنا جنود في جبهة واحدة وضد أعداء شتى وجب التصدي لهم بكافة السبل ..وأهمها التكنولوجية والإعلامية.
إقرار المشاريع والتخطيط لها والبدء فى تنفيذها يلزمه الكثير من المتابعة ثم المتابعة، دقت منذ زمن، ساعة العمل، وليقم كل منا بواجبه، وحبذا لو أكثر من واجبه، ولا وقت للتراخى والتواكل وإلقاء المسئولية على الغير.