
شهدت شركة OPPO – إحدى أبرز الشركات الصينية المصنعة للهواتف الذكية – تراجعًا ملحوظًا في مبيعات هواتفها خلال عامي 2023 و2024، سواء في السوق المصري أو داخل الأسواق الأفريقية والعالمية.
يعكس هذا الانخفاض المتواصل تحديات استراتيجية وتقنية وتسويقية تواجهها الشركة وسط منافسة محتدمة وسوق يشهد تغيرًا سريعًا في اتجاهات المستهلكين.
أسباب تراجع مبيعات هواتف OPPO في مصر
-
المنافسة السعرية والمواصفات القوية
في سوق الهواتف الذكية في مصر، فقدت OPPO جزءًا من حصتها السوقية لصالح شركات مثل سامسونج وشاومي وريلمي، التي تقدم أجهزة بإمكانيات عالية وبأسعار أكثر تنافسية، هذا ما أثر مباشرة على أداء OPPO التجاري.
-
ارتفاع الأسعار وتراجع القدرة الشرائية
ارتفاع أسعار هواتف OPPO مقارنة بالمنافسين، بالتزامن مع انخفاض قيمة الجنيه المصري وارتفاع معدلات التضخم، أدى إلى تقليص القدرة الشرائية للمستهلكين، ما دفعهم للبحث عن بدائل أرخص بفئة المواصفات ذاتها.
-
تراجع الثقة في القيمة مقابل السعر
بدأ المستهلكون في مصر يعيدون تقييم خياراتهم بناءً على القيمة مقابل السعر، في ظل محدودية الابتكار في بعض إصدارات OPPO، ما ساهم في توجههم نحو علامات تجارية تقدم أداءً أفضل بنفس السعر.
أداء OPPO في أفريقيا: توسع بطيء وتحديات تشغيلية
-
ضعف الحضور في المناطق الريفية
رغم الاستثمارات التسويقية الكبيرة، لم تستطع OPPO مجاراة علامات تجارية مثل Infinix وTecno، اللتين رسختا وجودهما في الأسواق الريفية والمجتمعات ذات الدخل المحدود.
-
ارتفاع التكاليف التشغيلية
تواجه OPPO صعوبة في تقديم أسعار تنافسية في ظل ارتفاع تكاليف الشحن والتوزيع والضرائب في بعض الدول الأفريقية، ما أثر سلبًا على تسعير الهواتف.
-
غياب التميز التقني
اعتمدت OPPO بشكل كبير على التسويق والعروض دون تقديم فروقات تقنية لافتة في بعض الطرازات، ما أضعف جاذبيتها للمستهلك الباحث عن هاتف ذكي بأداء مختلف.
تراجع مبيعات OPPO عالميًا: الضغوط الجيوسياسية وتباطؤ الابتكار
-
ضغوط تنظيمية في أسواق كبرى
واجهت OPPO تحديات قانونية وتنظيمية في أسواق كبرى مثل الهند والاتحاد الأوروبي، ما أثر على حجم التوسع والانتشار داخل هذه الدول.
-
ضعف الابتكار في تصميمات الهواتف
تعرضت الشركة لانتقادات بسبب تكرار التصميمات وعدم تقديم تطورات تقنية جوهرية في بعض الإصدارات، وهو ما أفقدها القدرة على جذب الفئة المهتمة بأحدث الابتكارات.
-
تباطؤ الطلب العالمي على الهواتف الذكية
في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية والتضخم، تراجع الطلب عمومًا على الهواتف الذكية، مما أثر على مبيعات OPPO وجميع الشركات الأخرى، لكن التأثير كان أكبر على العلامات التي لم تواكب تطور سلوك المستهلك.
وقف إنتاج معالجات MariSilicon: خطوة مثيرة للقلق
أعلنت OPPO عن إيقاف وحدة تطوير المعالجات الخاصة بها MariSilicon، ما أثار تساؤلات حول استراتيجيتها المستقبلية في مجال البحث والتطوير، خاصة وأن شركات منافسة مثل آبل وسامسونج تتجه نحو تعزيز التكامل الرأسي عبر تطوير مكونات أجهزتها داخليًا.
هذا القرار قد يُفقد OPPO أحد عناصر التفوق التقني في التصوير ومعالجة الصور، ويزيد من اعتمادها على مزودي المعالجات مثل Qualcomm وMediaTek.
استراتيجيات تسويقية غير فعالة وتحديات في التوزيع
تعتمد OPPO بشكل كبير على الترويج عبر المؤثرين ووسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما لم يكن كافيًا في ظل غياب حملات تقنية مُقنعة تستعرض الفروقات الفعلية للهواتف.
كما تعاني الشركة من تأخير إطلاق الأجهزة الجديدة في بعض الأسواق، مما يؤثر سلبًا على حصتها السوقية.
هل تعود OPPO إلى الصدارة؟
رغم الانحدار، لا تزال OPPO تملك مقومات تمكنها من استعادة موقعها، بشرط:
إعادة هيكلة استراتيجيات التسعير وفق خصوصية كل سوق.
التركيز على الابتكار الحقيقي في التصوير، الأداء، والبطارية.
تحسين خدمات ما بعد البيع وزيادة عدد مراكز الصيانة.
إطلاق هواتف جديدة بتقنيات فريدة لجذب المستهلك المتخصص.
تراجع مبيعات OPPO لا يعني النهاية
إن تراجع مبيعات هواتف OPPO خلال السنوات الأخيرة لا يعني نهاية حضورها العالمي، بل هو مؤشر على ضرورة تجديد الرؤية واستعادة ثقة المستهلكين. فالسوق اليوم يفضل الشركات التي تجمع بين الجودة، الابتكار، والسعر المناسب.
مع الخطوات الصحيحة، يمكن لـ OPPO أن تعود من جديد إلى واجهة المنافسة في مصر وأفريقيا والعالم.