الأرشيفمقالات
أخر الأخبار

خالد أبو المجد يكتب: “Accept”..!!

الاستماع للخبر

موافقة.. أو (Accept)؛ يضغط غالبيتنا على هذا الخيار فور ظهوره سريعاً ودون تفكير عند تحميل أى تطبيق، أو الدخول إلى صفحة أو موقع على شبكة الانترنت معلناً موافقته التامة والكاملة بمحض إرادته وبكامل قواه العقلية على الشروط والأحكام التي يتطلبها تحميل هذا التطبيق أو الاشتراك فى ذاك الموقع..فهل قمنا بمراجعة هذه الشروط والأحكام قبل الضغط بالموافقة والقبول ؟..أغلب ظني أننا لانفعل ذلك إلا قليلاً ممن رحم ربي.

وفي عصر تتسارع فيه التكنولوجيا بشكل لا يُصدق، بات تحميل التطبيقات الذكية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، لكن خلف واجهة تلك التطبيقات الجذابة يكمن خطر صامت لا ينتبه له كثيرون: زر “أوافق على الشروط والأحكام”، هذا الزر البسيط، الذي نضغط عليه تلقائيًا دون قراءة ما وراءه، يمكن أن يحمل في طياته تنازلات خطيرة عن الخصوصية والحقوق الرقمية.

 

وغالبًا ما تتضمن اتفاقيات الاستخدام المطولة والتي لا يقرأها معظم المستخدمين بنودًا تسمح للتطبيق بجمع بيانات الموقع الجغرافي، الوصول إلى جهات الاتصال، متابعة سلوك المستخدم، أو حتى مشاركة البيانات مع أطراف ثالثة لأغراض تجارية، وفي بعض الحالات، قد تمنح هذه الموافقة الصامتة التطبيق الحق في استخدام الكاميرا أو الميكروفون دون علم المستخدم، مما يشكل خرقًا صارخًا للخصوصية.

في عام 2018، تفجّرت فضيحة “كامبريدج أناليتيكا” بعد أن تبيّن أن تطبيق اختبارات شخصية على فيسبوك استغل موافقة المستخدمين للوصول إلى بياناتهم وبيانات أصدقائهم، مما أثّر على نحو 87 مليون حساب، كما أن تطبيقات مجانية شهيرة مثل “تيك توك” أثارت الجدل بعد الكشف عن وصولها إلى ملفات وصور المستخدمين، مما دفع بعض الحكومات إلى فتح تحقيقات في مدى احترام هذه التطبيقات لخصوصية الأفراد.

وتفيد نتائج دراسات حديثة أن أكثر من 90% من المستخدمين لا يقرأون الشروط قبل الموافقة، وغالبًا ما يكون السبب هو طول النصوص القانونية وصيغتها المعقدة، بالإضافة إلى التسرع في الرغبة باستخدام التطبيق فورًا.

الخبراء ينصحون بضرورة قراءة “الملخصات”، فالعديد من المواقع والتطبيقات أصبحت توفر “ملخصات واضحة” للشروط، ومراجعت الأذونات وما تم منحه من صلاحيات يدويًا بعد تثبيت أي تطبيق، واستخدام نسخًا مدفوعة أو مفتوحة المصدر والتى غالبًا ما تكون أكثر احترامًا للخصوصية من التطبيقات المجانية التي تعتمد على بيع البيانات، والأمر كذلك لايخلو من أهمية تنمية وتحديث الوعى الرقمي، وتذكر دائماً أن أمانك الرقمي أمر غاية فى الأهمية، وتنازلك عن سيادتك الرقمية قد يفتح أبوابًا يصعب إغلاقها في زمن أصبحت فيه البيانات سلعة.