ندوة “الإعلام وتعزيز القيم” تطالب ببناء منصات إلكترونية جديدة مع وضع كود أخلاقي
دعت ندوة “دور الإعلام في تعزيز القيم المجتمعية وإعادة بناء الإنسان”، التي عقدتها منطقة الوعظ والفتوى والمصالحات بالقاهرة، التابعة للأزهر الشريف، إلى بناء منصات إلكترونية جديدة يقوم على إدارتها كوادر مدربة جيدا على تمرير ثقافة المسئولية الفردية والمجتمعية، مع وضع كود أخلاقي من خلال وسائل تقدم المتعة والتسلية في إطار أخلاقي.
وطالبت الندوة التي ترأسها فضيلة الشيخ شريف أبو حطب، مدير عام منطقة الوعظ والفتوى والمصالحات ولم الشمل، بأن يتحلى النشطاء بالأمانة فيما يطرحونه من محتوى، وألا ينشروا الشائعات التي من شأنها تزييف الوعي، وهدم كيان المجتمع، والإضرار بكيان الدولة.
وأرجعت المناقشات في الندوة، التي أدارها الكاتب الصحفي محمد أبو المجد، نائب رئيس اتحاد الإعلاميين الأفريقي الآسيوي، السبب في تردي الأخلاق والذوق العام إلى غياب أهل الفكر والثقافة عن المحتوى الإعلامي بمحطات التليفزيون؛ جعل الجمهور يلجأ إلى وسائل التواصل الاجتماعي لسهولة أساليبها في العرض وجذب المتابعين.
عقدت الندوة بعنوان: “دور الإعلام في تعزيز القيم المجتمعية وإعادة بناء الإنسان”، وذلك في إطار مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية “بداية جديدة لإعادة بناء الإنسان”.
تشكيل وعي المجتمع
وأشار فضيلة الشيخ أبوحطب، مدير عام منطقة وعظ القاهرة ورئيس لجان الفتوى والمصالحات ولم الشمل بوعظ الأزهر الشريف بالقاهرة، إلى أن الإعلام له دوره المهم في تشكيل وعي المجتمع، وترسيخ القيم الإنسانية، وهو مرتبط ارتباطًا وثيقًا بمهمة الإعلاميين، جنبا إلى جنب مع العمل الدعوي التوعوي، وهو أمر في غاية الأهمية وهو القضية المحورية التي يجب أن تشغل بالنا جميعًا، حيث يقول سبحانه وتعالى: “وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ”، وأن الإعلام الدعوي له أثره في التنشئة ودوره الحيوي في توجيه أفراد المجتمع، والتأثير في سلوك الناس، وأن للإعلام قوة لا محدودة في بناء الأمة والتأثير في الجمهور، فلا يمكن للمجتمع أن يتقدم إلا إذا قام الإعلام فيه بدوره التنويري، فالإعلام سلاح فاعل ومؤثر ذو حدين، إذا أحسنا استخدامه كان نعمة تنهض بالمجتمعات وتنشر فيها كل القيم والأخلاقيات السمحة التي يحثنا عليها ديننا الحنيف، من التعاون والتشارك ونبذ الكراهية.
تبادل الأفكار بين الواعظين والواعظات
وأشاد فضيلة الشيخ مصطفى عتمان، مدير عام الإدارة العامة للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، بالجهود الملموسة لمنطقة وعظ القاهرة بقيادة فضيلة الشيخ شريف أبو حطب، من خلال الندوة المقامة بالاجتماع الشهري وما تقدمه كنموذج ثقافي توعوي لتبادل الأفكار بين الواعظين والواعظات بحضور نخبة من قادة الفكر والرأي ونجوم المجتمع، منوها بأنه قد ظهرت بعض السلوكيات الاجتماعية في المجتمع، والتي كانت من قبل أمراً مستنكراً، ثم تسللت على استحياء إلى نسيج ثقافة هذا المجتمع المسلم، ومع تزايد وسائل الإعلام في حياة الناس، وما يبثه من الرسائل الإعلامية المشحونة بقيم دخيلة وبكثافة شديدة، أصبحت هذه الظواهر الغريبة تتغلغل في تشكيل المجتمع الثقافي لدى بعض الشرائح الاجتماعية، وأصبحت جزءًا من ثقافة المجتمع لا تُستهجن أو تُستنكر، ومع مرور الوقت ومع سيل الرسائل الإعلامية المروِّجة لهذه القيم ستصبح بل أصبحت ضمن التكوين الثقافي للمجتمع.
وشدد على قيمة العمل الجاد وأهميته، داعيا إلى تعزيز القيم المجتمعية، مثل احترام المرأة.
تطوير وسائل الإعلام التقليدية
وأكدت الدكتورة عزة عبد العزيز عثمان، أستاذ الإعلام الرقمي بكلية الآداب بجامعة سوهاج، والعميد السابق لكلية الإعلام وفنون الاتصال بجامعة فاروس بالإسكندرية،
وسائل الإعلام تؤدي دورًا كبيرًا في تشكيل الوعي المجتمعي لدى قطاع كبير من الأفراد من جهة، والمجتمعات من جهة ثانية، سواء أكانت الرسالة سلبية أم إيجابية، فالإعلام سلاح ذو حدين، إما أن يسهم في تعزيز وترسيخ القيم والعادات السليمة، وإما أن يكون معول هدم لها، ومن هذا المنطلق يقع على عاتق القائمين على هذه الآلة في عالمنا العربي والإسلامي دور كبير في انتقاء ما يعرض في شتى وسائل الإعلام من صحافة وإذاعة وتلفزيون وإعلام رقمي ومواقع إلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، فواجب هذه الوسائل نحو المجتمع هو بنـاء وعـي جماهيري، وتوجيه المجتمع نحـو انتقـاء المحتـوى الإيجـابي القيـم والمفيـد، وتشـجيع أبنائه عـلى المشـاركة في تقديـم وتطويـر محتـوى متميـز، واسـتخدام التكنولوجيـا الحديثـة في إيجـاد مضامـين إعلاميـة مبتكرة، وذلـك بهـدف الضبـط الإعلامـي وبنـاء الـذوق العـام للمجتمـع والارتقـاء بمنظومـة القيـم والأخـلاق فيه.
وأوصت بتطوير وسائل الإعلام التقليدية كالإذاعة والتليفزيون وتزويدها بالأساليب والمحتوى الذي يجذب الجيل الجديد، وأيضا تقديم مسلسلات قصيرة تعرض قضايا وحلها.
وأشارت د. عزة عثمان إلى أن البناء الأخلاقي ليس مسئولية الإعلام فقط، بل إن كل مؤسسات الدولة مسئولة عن تكريس منظومة الأخلاق، مؤكدة أن التوجه السليم لبناء منظومة الأخلاق هو مشاركة المؤسسات المجتمعية في بناء الوضع القيمي والأخلاقي، كالتعليم والثقافة والرياضة، والمؤسسات الدينية، وكذلك الأسرة.
وأضافت: يعتبر “فيس بوك” أكثر المنصات استخداما، حيث يبلغ عدد مستخدميه 2,85 مليار مستخدم على مستوى العالم، يليه “يوتيوب” الذي يبلغ عدد مستخدميه 2,2 مليار.. و”واتساب” 2 مليار، ثم “إنستجرام”، و”تيك توك”.. وتقع مصر ضمن أكبر 20 دولة استخداما لـ”فيس بوك” في العالم، حيث يصل عدد مستخدميه في مصر 45,40 مليون شخص، حسب إحصائيات يناير 2024.
وأكدت أن “السوشيال ميديا” تحولت إلى سلطة خاصة من الممكن أن تتفوق على السلطات الأساسية مجتمعة، لتتحكم في مقادير بعض الدول.. والمتابع لمواقع التواصل الاجتماعي يدرك جيدا أنها صارت ذات تأثير هائل على الساحة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.. وبات المغردون أشبه بصناع قرار يؤثرون في الرأي العام بتغريداتهم، فيحولون القضايا إلى رأي عام، ويتحكمون في مقاليد عالمهم الافتراضي، ويدافعون عن آراء بعينها، ويصدرون أحكاما، وفي بعض الدول أصبحت السلطات التنفيذية والتشريعية تتبع “السوشيال ميديا”، وصار هذا العالم الافتراضي رقيبا على المجتمع.
التكنولوجيا أثرت سلبا على الإنسان
وقالت د. عزة عثمان: التكنولوجيا أثرت سلبا على الإنسان، ومن الضروري حماية الأطفال من مخاطرها.. فهناك تطبيقات تبدع في تقديم محتوى غير لائق يتنافى مع عادات المجتمع وتقاليده، وأخلاقياته، لمجرد تحقيق الأرباح من خلال المشاركات، وعدد المستخدمين، فصارت مادة دسمة لتعلم الأبناء والمراهقين انعدام الأخلاق!! ودحر القيم والمبادئ والعادات في نفوسهم، ونشر الابتذال والرذائل، والخروج عن المألوف.
وأضافت الدكتورة عزة عثمان: مشكلتنا مع وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا بشكل عام هي أننا نسيء استخدامها، فبدلا من أن نسخرها لخدمتنا فيما هو إيجابي، ويعود علينا بالنفع، فيتم فقط استخدام الجانب السلبي منها، وهذا عائد إلى كون هذه التكنولوجيا دخيلة علينا.
ودعت إلى ضرورة وجود إعلام هادف مبني على أسس متينة من القيم ودعم المفاهيم الصحيحة والمبادئ السوية، في زمن سيطرت فيه السوشيال ميديا بشكل أكبر على معظم أوقاتنا اليومية.
وطالبت مؤسسات التنشئة الاجتماعية أن تعود لأدوارها في تربية النشء..واختتمت: أنا لست مع ثقافة المنع التام، ولكن يجب أن نستخدم تلك التطبيقات الخطيرة بمنتهى الحذر.
وأكدت الدكتورة سماح سالم، أستاذ ورئيس قسم العمل مع الجماعات ومدير مركز رصد ودراسة المشكلات المجتمعية بجامعة حلوان، أن وسائل الإعلام والاتصال بكافة أنواعها، تعتبر من أهم الوسائل لنقل المعارف والمعلومات ومعرفة كل ما هو جديد يحدث في محيط الفرد والأسرة والمجتمع فمن خلالها يتأثر الشباب بصفة خاصة وبقية المجتمع بصفة عامة، مما تؤثر في تنشئتهم الاجتماعية وقيمهم الإنسانية والوطنية، وأن دراسة القيم الاجتماعية من القضايا المهمة التي دار حولها الكثير من الجدل نتيجة التغيرات والمستجدات العالمية الواسعة التي حدثت خلال السنوات الماضية، خاصة بعد تنامي ظاهرة العولمة، وما صاحبها من تطورات في مجال المعلوماتية وتكنولوجيا المعلومات، حيث كانت لها آثار مباشرة فى قيم الأفراد ومبادئهم، حيث انحسرت مجموعة كبيرة من القيم، وظهرت قيم أخرى جديدة، فأنعكس ذلك بشكل واضح على التنظيم الاجتماعي والثقافي للمجتمع، وقد لعبت وسائل الإعلام باعتبارها الموجهات الفكرية والثقافية والاجتماعية المباشرة على تعليم الأفراد وتربيتهم وتنشئتهم والمحافظة على قيمهم.
واستعرضت د. سماح سالم التكامل بين الجامعة والإعلام والمؤسسات الدينية؛ لتعزيز القيم المجتمعية، حيث أوضحت أن القيم المجتمعية هي المبادئ والمعايير التي تُوجه سلوك الأفراد داخل المجتمع وتُعتبر أساسًا للتفاعل الاجتماعي والتنظيم المجتمعي. كما تُعبر هذه القيم عما هو مقبول ومرفوض، وتُساهم في بناء هوية مشتركة وروابط قوية بين أفراد المجتمع.
وطرحت د. سماح سالم أمثلة على القيم المجتمعية، كالاحترام، والعدل والمساواة، والتعاون، والتسامح، والأمانة، والكرم، والمسؤولية.
وحول دور الاعلام في تعزيز القيم المجتمعية، قالت: يلعب الإعلام دورًا محوريًا في تعزيز القيم المجتمعية؛ لأنه يمتلك القدرة على الوصول إلى شرائح واسعة من المجتمع والتأثير في تفكيرهم وسلوكهم، ويمكن للإعلام أن يكون قوة إيجابية إذا استُخدم بشكل واعٍ ومسؤول.
وأجابت عن سؤال مهم، هو: ماذا يطلب المجتمع من الإعلام من أجل تعزيز القيم والحفاظ عليها؟، قائلة: نشر التوعية، وعرض النماذج الإيجابية، والحملات الإعلامية، وتعزيز الحوار المجتمعي، والتعليم غير المباشر، وبناء الوحدة الوطنية، مع الالتزام بالمصداقية والموضوعية، وتجنب نشر المحتوى الذي يحض على الكراهية أو يروج للعنف، إضافة إلى التعاون مع الخبراء والمؤسسات التربوية والدينية لضمان تقديم محتوى هادف.
وحول تعزيز دور الجامعة في تعزيز القيم، أشارت إلى ضرورة دمج القيم المجتمعية في المناهج الأكاديمية بشكل أكثر وضوحًا.
وعن تعزيز دور الجامعة في تعزيز القيم، أوضحت مدير مركز رصد ودراسة المشكلات المجتمعية، أنه يتمثل في تقديم تدريبات وبرامج خاصة تهدف إلى بناء شخصية الطالب وتنمية وعيه بالقيم، فضلا عن تعزيز بيئة جامعية تُشجع على الحوار المفتوح وتبادل الأفكار.
ودعت الوعاظ إلى الاهتمام بتكثيف تواجدهم على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، لتوصيل رسالتهم التوعوية لكافة فئات المجتمع، لاسيما الشباب.
وأوصت د. سماح سالم بألا نترك الساحة لغيرنا الذي يعى لملء الفراغ بمحتوى مسيء، مشيدة بإطلاق منطقة الوعظ والفتوى بالقاهرة لقناة محترمة على “تليجرام”، والتي تقدم توعية مجتمعية، إضافة إلى نشر مقاطع “ريلز” مفيدة.
فيلم “صورة في مراية”
أحمد عبد العليم قاسم، مدير عام السياحة والمنوعات بقناة النيل الدولية، ومؤسس مبادرة ستاند باي Ai لطلبة وخريجي كليات الإعلام والسينما والذكاء الاصطناعي، قدم فيلم “صورة في مراية”، والذي يتناول قصة نجاح نجم مصر وليفربول الإنجليزي محمد صلاح، ودوره في مبادرة محاربة الإدمان، والتي حققت نجاحا تجاوز 400%.. أي أكبر مما كان متوقعا لها بأربعة أضعاف.
وأشاد قاسم بالأخلاق الكريمة التي يتحلى بها صلاح، مما يعطي صورة طيبة إيجابية عن بلده ووطنه ودينه، داعيا إلى العمل لتسليط الضوء على النماذج المشرفة في كافة التخصصات.
الإعلام وخطورته
من جانبه، أكد الكاتب الصحفي محمد أبو المجد، أن الإعلام أداة خطيرة، وأثرها لا يكاد يخفى ولا ينكر، ولذا لم تكن وليدة عصر من العصور، بل استخدمت تقريبا منذ كان الإنسان، باختلاف في الوسائل فقط لا في أصل الاستخدام.
وأشار نائب رئيس اتحاد الإعلاميين الأفريقي الآسيوي إلى أن للإعلام في أي مجتمع بشري، دورا عظيما وخطيرا، وهو في المجتمعات المعاصرة أشد أهمية وأكبر خطرًا، حيث تتعدد الاهتمامات وتتناقض الميول وتختلف الاتجاهات، وحيث يقوم الإعلام بهمة البناء ومهمة الحماية والوقاية والتصدي للغزو الفكري الخارجي في آن واحد.
3,5 مليار خبر وصورة وفيديو يوميا
وكشف أنه على مستوى العالم، هناك كل يوم 3,5 مليار خبر وصورة وفيديو على فيسبوك وإنستجرام وسناب شات.. هذا ما تردده إعلانات القنوات الفضائية، وهو صحيح.. والبعض يرى أن الأرقام أكبر من ذلك بكثير.
وأضاف: الأخطر أن 23 % من تلك الأخبار خطأ، أو معلومات مضللة.. هذه نتيجة دراسة أجرتها جامعة تكساس في الولايات المتحدة الأمريكية.. والتي قالت: إن أكبر خطر يواجه العالم هو الأخبار الخاطئة، والتي يتداولها الناس باستمرار، وينشرونها بدون تفكير.
وحذر أبو المجد من أن المستخدمين العشوائيين لـ”السوشيال ميديا” يتولون إعادة “شير” الأخبار والصور، والتعليقات، والبوستات، بلا وعي، وهنا الكارثة.
واختتم أبو المجد، قائلا: لا أنسى تحذير الدكتور صلاح قبضايا، أحد آباء الصحافة المصرية في عصرها الذهبي، من أن الرصاصة قد تصيب وقد تخطئ، وقد يتمكن الأطباء من علاج إصابتها، لكن الكلمة إذا أصابت لا يمكن علاج أثرها.
نشر روح المحبة والتسامح
وقال الكاتب الصحفي والإعلامي نزار الخالد، رئيس تحرير “المنتصف”، ومساعد رئيس منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية، ورئيس اتحاد الإعلاميين الأفريقي الآسيوي، واليمنيين: دعونا نتحدث في هذا الشأن من الجانب الإيجابي، لنستثمر هذه الوسائل الإعلامية بالشكل الصحيح، فوسائل الإعلام باختلافها وأشكالها تقوم بما كانت تنهض به مختلف مراكز التنشئة الثقافية والاجتماعية في أي مجتمع، ولها تأثيراتها الفعالة بسبب أدواتها الخطابية المؤثرة، حيث تأتي في مقدمتها الصورة كونها الأسرع والأقوى في إيصال الرسائل، كما أنها الأقدر في شد الانتباه والأنجع للمتلقي، وما يهم بالدرجة الأولى العمل على تعزيز وتطوير هذه المفاهيم المجتمعية من خلال رفع الوعي لدى الإنسان، والمحافظة على قيمنا الإسلامية والفكرية حتى يصبح مجتمعنا قادرا على جعل هذه المبادئ من أولوياته، كما يجب على وسائل الإعلام أن تقوم بالمحافظة على هذه القيم والمبادئ من خلال الاستعمال الصحيح.
وأضاف: من خلال وسائل الإعلام المختلفة، يتم تسليط الضوء على قضايا العدالة والمساواة والتسامح، مما يعزز الوعي الاجتماعي ويدفع الناس للتفكير بإيجابية وبناء جسور التواصل بين الأفراد المختلفين.
بالإضافة إلى ذلك، يعمل الإعلام على تسليط الضوء على قصص النجاح والتعاون بين الناس، مما يلهم المجتمع بالعمل على تعزيز روح التعاون والتضامن والتسامح.. ومن خلال دور الإعلام في نقل القيم الإيجابية وتعزيز الوعي الاجتماعي، يمكن أن يساهم في إعادة بناء الإنسان وتحسين جودة حياته وعلاقاته مع الآخرين.. بالتالي، يمكن القول إن الإعلام له دور كبير في تعزيز السلم المجتمعي وإفشاء روح المحبة والتصالح والتسامح، وبناء مجتمع أكثر تفاعلية وتعاونية وإيجابية.
عُقدت الندوة برعاية فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وفضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، وفضيلة الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، وفضيلة الدكتور محمود الهواري، الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية.
وحضرها فضيلة الشيخ مصطفى عتمان، مدير عام الإدارة العامة للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، والمنسق الإعلامي محمد سليمان، واللواء إبراهيم حماد، نائب وزير الإنتاج الحربي سابقا، والدكتورة سمر محمود محمد، من كلية الخدمة الاجتماعية بجامعة حلوان.