أخبارالأرشيفمقالات

خالد أبو المجد يكتب: كلمة السر..!!

الاستماع للخبر

فى العام 2008؛ وخلال اللقاء الشهري الذى كان يدعونا إليه الدكتور طارق كامل -رحمة الله عليه- وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأسبق، وجه أحد الزملاء الصحفيين سؤالً هاماً للوزير: “متى يمكننا البدء فى تطوير العملية التعليمية فى مصر وتحويلها إلى الصورة الرقمية التكنولوجية، وما هى الصعوبات التى تواجه هذا التطوير”؟.

كانت إجابة الوزير فى ذلك التوقيت سابقة للزمن، حيث قال الدكتور طارق رحمه الله: “لا يصح أن يوجه هذ السؤال لى وحدى، لأن تطوير العملية التعليمية تكنولوجياً وتقنياً منظومة يعنى بها أكثر من جهة، ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ترس فى هذه المنظومة، وفقط تختص بإتاحة البنية التحتية اللازمة لهذا التطوير”.

وأوضح الوزير ساعتها أن التحدى الملح والأكثر حتمية وأهمية هو توفير المحتوى الذى سيتم طرحه عقب التطوير، وتحديد الجهة أو الجهات التى ستقوم بمراجعة المحتوى الحالى وتنقيحه وتنقيته وتعديله ليكون ملائماً للإطلاق إلكترونياً.

كما أشار المرحوم الدكتور طارق كامل إلى أن تحديد الجهاز -التابلت- الذى سيتم إستخدام المحتوى المّطور عليه يعد أقل مراحل هذه العملية صعوبة، حيث أنه سيتم تشكيل لجنة متخصصة تقوم بوضع الشروط والمواصفات اللازمة، ومن ثم طرح المناقصة على الشركات وإختيار أفضل العروض وأكثرها تناسباً مع الإستخدام فى مصر.

وصرح الوزير أن وزارة التربية والتعليم هى الترس الأكبر والأهم فى منظومة تطوير التعليم، ومطٌالبة بوضع خطة لتنفيذ عملية التطوير المرجوة، وإستراتيجية لتحديد الخطوات، وما إذا كانت ستبدأ فى التنفيذ من قمة هرم العملية التعليمية بدءًا بطلاب الجامعات ثم الهبوط للمرحلة الثانوية وبعدها الاعدادية..وهكذا، أم العكس..وذلك ما كان يفضله الوزير السابق من وجهة نظره.

فى فبراير من العام 2017، حمل الدكتور طارق شوقي مسئولية حقيبة التعليم، وأصبح منوطاً بتنفيذ عملية التطوير المنشودة، وبالفعل خطا في هذا السبيل خطوات واسعة ورائعة، إلا أن عدم وضوح الرؤية لإستراتيجية ثابتة وخطة مدروسة أدى إلى إخفاقات كثيرة إتخذها أعداء النجاح كسلبيات للنظام الجديد، ووسيلة لعرقلة مسيرة الدكتور طارق شوقي فى هذا الصدد.

وبنظرة سريعة للخلف نجد أن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات قامت بواجبها على الوجه الأكمل والأمثل، وقدمت أكثر من المطلوب منها، من حيث توفير الانترنت بسرعات عالية وإتاحته للقاصي والدانى، وأنفقت المليارات كإستثمار بعيد المدى فى كابلات الفايبر..وبقى فقط بند واحد هو كلمة السر الحقيقية، والسبيل لإنجاح هذه المنظومة؛ وهو تنقية المحتوي المناسب والملائم للمرحلة وتبسيطه ورقمنته..وليس “الحشو والصعوبات والإضافات الحالية المرهقة والمنفرة”.