أخبارالأرشيفانترنتمقالات

الذكاء الصناعي يقرع جرس الإنذار: صناعة الكتب وأزمة الثقة..!!

الاستماع للخبر

 

أحدثت صورة غلاف أحد الكتب ضجة كبيرة مؤخرا، فازت الصورة على أنها من صنع البشر، وتبين فيما بعد أن الذكاء الصناعي صنعها؛ مثيرة تساؤلات جمة وبوادر أزمة ثقة في صناعة الكتب.

كتاب Bob The Wizard قصة خيالية من تأليف كاتب اسمه Prindle، ولتصميم غلاف الكتاب طرحوا مسابقة من تنظيم Self-published Fantasy Blog، وهي مسابقة سنوية من تنظيم كاتب آخر اسمه Mark Lawrence، وفى النهاية أعلنوا عن الغلاف الفائز واسم مصممه؛ إلا أن الفرحة لم تدم طويلا.

في ذات يوم الإعلان عن الصورة الفائزة، صار القراء والمتابعون يتساءلون إن كانت من صنع الذكاء الصناعي، فبنود المسابقة كانت تحظر استخدام أدوات الذكاء الصناعي.

الفائز اسمه Sean Mauss ، أصر بداية على أن الصورة من بنات أفكاره، لكن القراء لم يستسلموا، واستطاعوا إثبات أن أداة MidJourney لها دورفى صناعة الصورة، ففي أرشيف الأداة وجدوا أجزاء من الصورة الفائزة، وما فعله الفائز حقيقة هو تجميع بضع صور مصنوعة عبر الأداة ووضعها في صورة واحدة واصفاً إياها أنها من عمله الشخصي.

خلال يوم، انسحب الفائز من المسابقة، وأوقف حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي وموقعه الإلكتروني الشخصي مختفيا من المشهد.

مؤلف الكتاب علق أنه تعرض للخداع، وقد استقطب كفاءة أخرى للعمل على غلاف جديد للكتاب، أما منظم المسابقة فأوقف مشاركات الفائز المستقبلية، وكذلك أوقف مسابقات تصميم أغلفة الكتب برمتها.

لم تتوقف القصة هنا، وتكشفت تفاصيل أخرى، حيث صرحت مجلات معنية بالقصص الخيالية مثل Clarkesworld و Asimov بأنها بدأت تستقبل قصص خيال منخفضة الجودة تحت رعاية الذكاء الصناعي؛ مما اضطرها إلى إيقاف استقبال قصص جديدة.

بل وأكثر، مؤلفون آخرون تعاونوا في وقت سابق مع المصمم الفائز تشككوا من أصالة الأعمال المقدمة لهم، وفعلا تبين لهم أنه استعان بالذكاء الصناعي، مع أنهم اشترطوا عليه غير ذلك..أزمة توضحت معالمها شيئا فشيئا.

ولتجنب الحرج، أضحى بعض الناشرين يرحبون بالأعمال من صنع الذكاء الصناعي طالما أنه مفصح عن ذلك صراحة، ومع ذلك لم يخدمهم الانفتاح نحو الذكاء الصناعي؛ إذ صارت تصلهم أعمال منخفضة الجودة، فتوقفت مجلة Asimov عن ذلك، وتحولت نحو الأعمال البشرية حصراً.

مهما سيحدث مستقبلا إتجاه نحو أعمال الذكاء الصناعي، صناعة الكتب بأكملها على مفترق طرق، ومن الراجح أن يشرع المؤلفون بتوقيع عقود قانونية رسمية مع المصممين قبل بدء التعاون؛ غاية الابتعاد عن أعمال الذكاء الصناعي، كانت سابقا إما شفهية أو من خلال التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي..هذا بات على وشك التغيير.

الأزمة التي تواجهها صناعة الكتب عالميا في صميمها أزمة ثقة، تحريف اسم المصمم وادعاء أن العمل خال من مساهمات الذكاء الصناعي شيء، والخوف من تداخل الذكاء الصناعي في العملية بمختلف مراحلها حتى يصبح صعب التمييز شيء آخر، ومن المهم الالتفات أن الجدال حاصل ونحن على عتبات عالم الذكاء الصناعي، ولنا أن نتخيل المعضلة إن تطورت الأدوات أكثر فأكثر.

لعل ما يميز صناعة الكتب أنها نقل لتجارب إنسانية ومعارف حياتية، والتطور عبر الزمن هو جزء من العملية ككل، وقد يفلح الذكاء الصناعي في اقتفاء خطى البشر أو تجاوزها ربما، إلا أن قراءة تجربة إنسانية حية بين دفتي كتاب تبقى متعة معرفية من الصعب تقليدها.

ict-misr.com/29661/15-19/" rel="attachment wp-att-29662">ict-misr.com/wp-content/uploads/2023/06/15.jpg" alt="" width="838" height="272" />