مقالات

(دماغيات) خالد أبو المجد : “الفار .. 1-2”

الاستماع للخبر

إسمه “محمد الفار”..طبعاً الفار ده مش إسم والده، ولكن تم إطلاق الإسم ده عليه من قبل المدرسين نظراً لصغر تكوينه البنيانى وسمار وجهه المملحوظ، وعلى الرغم من الصفات السابقة التى لا تؤهله نهائياً أن يكون “بلطجى” أو فتوة على أحد، إلا إنه سطر معى حكاية مضحكة أقصها عليكم فى السطور القادمة.

كان محمد الفار زميلى فى الدراسة الابتدائية بمدرسة عمر مكرم بحى شبرا، وتحديداً فى شارع الترعة البولاقية، حيث كانت عائلتى تقطن على بعد أمتار قليلة منها، وظل الفار زميلاً لى حتى إتمام الدراسة الابتدائية، وخلال السنوات الثلاث الأولى لم يكن لى به أى إحتكاك ..مجرد زميل دراسة، إلا أنه فى الصف الرابع الابتدائى تغيرت الأحوال، وبدأت قصتى معه بالصدفة.

مع بدايات الدراسة فى الصف الرابع إنتقلنا إلى منزل جديد يقع على بعد قرابة الكيلومترين من المدرسة، وقام أخى الاكبر بـ “تحفيظى” طريق المنزل الجديد مشدداً على بعدم تغييره أو إتخاذ طريق غيره حتى لا “أتوه”.

وأيضاً مع بداية الصف الرابع بدأت المدرسة فى إختيار من يريد الانضمام لجماعات الصحة المدرسية والادخار وغيرها، وقام الأستاذ صفوت -مدرس التربية الرياضية بالمدرسة- فى إختيار ممثلى جماعة الشرطة المدرسية، وكنت ضمن إختياراته نظراً للبنية الجسدية “المعقولة” التى كنت أتمتع بها، وبعدها تم إختيار “رشدى” رئيساً لجماعة الشرطة المدرسية مما أغضبنى بشدة، نظراً للتنافس الحاد بينى وبينه على كافة الأصعدة، خاصة وأنه يقطن بجوارى فى نفس الشارع الذى إنتقلنا إليه مؤخراً، وإرضاء لى إختارنى الاستاذ صفوت رئيساً لجماعة الخدمة العامة، والتى تضم كل الجماعات تحت إمرتها.

منصب رئيس جماعة الخدمة العامة شرفى، إلا أنه حقق لى نوعاً من الرضا المنشود، وأصبحت أصول وأجول مرتين يومياً بين صفوف التلاميذ خلال طابورى الصباح والظهيرة، وأقوم بإخراج من تسول له نفسه بالكلام او اللعب أثناء الطابور ليتلقى عقابه من مدرس التربية الرياضية..وهذا ماحدث بالصدفة مع بطل حكاية اليوم ..محمد الفار.