أخبارمقالات

خالد ابو المجد يكتب: حديث كل عام

الاستماع للخبر

 

حديث كل عام فى ذات التوقيت؛ تكلفة الإعلانات الرمضانية لشركات الاتصالات، والأجور المليونية للنجوم اللذين يتم الاستعانة بها، وتكلفة مرات ومواعيد وقنوات عرض هذه الإعلانات والميزانية المرصودة لها، وهل تؤتى هذه الدعاية التلفزيونية الكبيرة المردود الذى تأمله، وهل تحقق الهدف الذى صنعت لأجله، وهل يصل مغزاها بالفعل للمستخدمين المستهدفين، وهل تستحق الرسالة التى تبثها هذه الشركات عبر إعلاناتها كل هذه الأموال؟
حقيقة الأمر أنه بالفعل يتم رصد ميزانية كبيرة لهذا الأمر، وبالفعل ينتظر الكثيرون من المواطنين رؤية إعلانات شركات الاتصالات فى رمضان هذا العام، وهل ستكون بنفس مستوى وروعة العام الماضى أم أقل أم أكثر، ومن من النجوم ستستخدمهم شركة كذا، وتبدأ المقارنات والتفضيل بين إعلانات الشركات..إلا أن هذا الشغف ينتهى بعد أسبوع على الأكثر، بين دوامة “مصاريف رمضان” والعزومات وتجهيز ملابس العيد وغيرها، ويصبح أفضل إعلان لأحسن نجم أو نجمة مادة “بايخة” ومكررة، وهنا يبدأ الإنتقاد، والحديث عن التكلفة الباهظة للإعلانات فى ظل الظروف الاقتصادية الطاحنة.
علم الدعاية والتسويق يرى حتمية التواجد على الشاشات الفضية كل رمضان، ولديه صلاحيات إختيار من من النجوم يمثل شركته أمام المشاهدين فى شهر الصوم، وذلك فى حدود سقف الإنفاق المرصود له، وربما يرتفع أو ينخفض هذا السقف قليلاً تبعاً لفكرة الإعلان التى تظل سرية إلى حد بعيد، وهذه هى طبيعة عمل إدارات التسويق بهذه الشركات، ولديهم أسبابهم وأهدافهم وسبلهم التى لا نناقشها هنا، إلا أن طبيعة وإهتمامات المواطن المصرى تغيرت كثيراً فى الفترة الأخيرة نظراً للحراك الكبير الذى تشهده الحياة الإقتصادية، مما يعنى ضرورة تفهم هذه التغيرات من قبل القائمين على الدعاية والإعلان.
إقتراحات كثيرة تناشد هذه الشركات بضخ هذه الملايين فى تحسين المعيشة للفقراء والمحتاجين وما إلى ذلك، غير عابئين أو مدركين بأهمية ودور الحملات الدعائية فى التسويق لمنتجات الشركات، أو مدركين أن لهذه الشركات دور خدمى مجتمعى بالفعل، إلا أن إقتراحاً أراه يربو إلى العقلانية بعض الشيئ، مفاده أن تقوم كل شركة بإنشاء مركزاً لخدمة المواطنين بإسمها، مثلاً مستشفى فودافون، أو دار أورنج للأيتام ، أو مركز إتصالات لعلاج الحروق، أو بنك We للدم..وهكذا.
الإقتراح يستكمل: ستكون هذه الدعاية مرئية بصورة دائمة أمام المواطنينن بل وسيقومون هم بأنفسهم بالتعريف بهذه المقرات دون الحاجة لإعلانات جديدة، إلى جانب إلزام الحكومة بالدعاية لهذه المراكز الخدمية عبر كافة الوسائل الإعلامية، ناهيك عن قيمة الجانب الإنسانى التى لن تنتهى.