مقالات

خالد أبو المجد يكتب: مبادرة رقمنة وطن

الاستماع للخبر

قبيل نهاية الشهر الماضي ..وقبل حلول شهر رمضان المعظم بأيام فجعت الأمة المصرية بحادث إرهابي خسيس قامت به مجموعة إرهابية مسلحة ضد مدنيين عزل يستقلون حافلة على الطريق الصحراوي الغربي لمحافظة المنيا بصعيد مصر.. وراح ضحيته العشرات ما بين قتيل وجريح.

لا ينكر عاقل أن المؤامرة ضد مصر ضخمة، ومحكمة، ومتعددة الأطراف والأهداف والنوايا والسبل، وأفلست كثيراً في محاولاتها..خاصة تلك الرامية إلى النيل من نسيج الأمة المصرية، والقيادات يمسكون بأطراف غالبية خيوطها، ويتعاون في ذلك كافة القطاعات والهيئات.

القطاع التكنولوجى المصري يساهم في دحض المؤامرة بقدر كبير، إلا أنه لا زال بإمكانه تقديم يد العون بقدر أكبر، وسبق أن ضربنا مثلاً لمساهمة القطاع التكنولوجي الأمريكي في حادثة بوسطن أبريل 2013، والتي أسفرت عن مصرع 2 وإصابة عدد آخر، وتم القبض على مخططيها ومنفذيها خلال أقل من 48 ساعة عن طريق تكنولوجيات التصوير الحرارى.

على الرغم من الخطوات الواسعة التي يخطوها القطاع التكنولوجى، والنقلة الحضارية لمصر من قمة التخلف الرقمي إلى مصاف الدول التقنية خلال أقل من 15 عام، إلا أن العمل في “الجزر المنعزلة” لا يؤدى إلى تعظيم الفائدة من هذه الثورة التكنولوجية، فمن غير المقبول في القرن الحادي والعشرين أن تصرح بعض المصادر أن البقعة التي وقعت فيها حادثة المنيا الإرهابية غير مغطاة من قبل شبكات الاتصالات المحمولة مما أعاق أعمال الإنقاذ أو الإبلاغ عن الحادثة.

أليس من الطبيعي والمفترض عند إنشاء طريق جديدة أن يؤخذ في الحسبان إتاحة كافة الخدمات المطلوبة على جانبيه، مثل وحدات الإسعاف والإطفاء ومحطات الوقود، وأجهزة وشبكات الاتصال..فتلك مجموعة من الحقوق الواجب توفير خدماتها لمستخدمي الطرق.

شركات المحمول مشكورة تقوم من خلال مسئوليتها المجتمعية بدور كبير في تغطية الطرق الجديدة التي تشهد مصر طفرة فى إنشائها، ولعل أحدثها كان تغطية طريق “السخنة – الزعفرانة”، إلا أن الكثير من الطرق الصحراوية الغربية التي تم تمهيدها وعربدتها حديثاً تفتقر للكثير من الخدمات.. ومنها تغطية خدمات الاتصالات المحمولة والإنترنت.

أقترح أن تتبنى الحكومة ممثلة في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مبادرة قومية لدراسة وتغطية كل بقاع جمهورية مصر العربية بالاتصالات المحمولة وخدمات الانترنت، على أن تضم إليها كافة شركات الاتصالات العاملة في السوق المصرية – وأغلب ظني أنها سترحب بذلك جداً – لتصبح الجهود موحدة تصب فى معين واحد ..بدلاً من شتات العمل كلٌ في ناحية، وحتى لا نترك بقعة فى الوطن دون تغطية اتصالاتية ورقمية.