مقالات

خالد أبو المجد يكتب: دبى .. وشبرا

الاستماع للخبر

قدرت سياحة المؤتمرات والمعارض فى العام 2007 فى الشرق الأوسط فقط بما يعادل 2 تريليون دولار فى العام، مايعنى أنها قد تبلغ هذا العام ضعف الرقم السابق ..أو ما قد يتخطي أضعاف الموازنة العامة للوطن، ومع ذلك لم نرى مبادرة لتنمية هذا القطاع من السياحة فى مصر.

أنتهت قبل أيام أعمال معرض ومؤتمر جيتكس للتقنية الذى يقام فى مدينة دبى بدولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة، وحظى الملتقى بحضور وتغطية إعلامية عالمية، وبمتابعة دورية لهذا المؤتمر خلال دوراته السابقة التي انطلقت منذ 25 عام نلاحظ المنحنى الصاعد لنشاطاته حتى 2007، ثم حالة من الإستقرار لمدة عامين، ومن ثم بدء الهبوط وتغير الملامح المميزة حتى 2015..وكان من الممكن أن يغلق أبوابه منذ سنوات لولا الاستماتة الشعبية والدعم الحكومي الجبار والإصرار الوطني على إستمراريته ونجاحه.

معرض جيتكس أحد المعارض التى تقام بمركز دبى للمؤتمرات، وخلال العام لا يكاد المركز يخلو يوماً من معرض أو ملتقى، بل وأعتقد أن جيتكس يأتى فى المرتبة المتوسطة من حيث أهمية باقى المعارض والمؤتمرات التى تقام بدبى طوال العام، إلا اننا قد نرى أهميته لتخصصه فى مجال عملنا..التكنولوجيا والاتصالات.

يبدأ الترويج لمعرض جيتكس بعد شهر تقريباً من نهاية دورة العام، وتتشارك فى حملة الدعاية له كل مفاصل الدولة، حتى شركات الطيران تعلن عن تخفيضات فى رحلاتها إذا حجزت الآن لحضور الدورة القادمة للمعرض، والفنادق وشركات السياحة تعلن عن أسعارها التنافسية عند المبادرة بالحجز مبكراً، والمرور يبدأ فى التخطيط لمسارات الطرق وساحات الانتظار قبل المعرض بأشهر..وهكذا.

ما ذكرته يعنى بدعم المعرض من الخارج للحصول على أكبر عدد ممكن من الزائرين كل عام، وعن الدعم من الداخل فحدث ولا حرج، فالحكومة وهيئاتها ووزاراتها تتبارى فى كيفية “ملء” الفراغات التى لم يتم حجزها أو إستغلالها من قبل العارضين ليظهر المعرض أمام الحضور وليس به “خرم إبرة” غير مستغل.

كل شيئ يسير بخطى منظمة ومنتظمة ومدروسة لتحقيق أهداف محسوبة بدقة، وبالطبع النتيجة فى النهاية تكون مبهرة، وهذا ماتحقق فى نسخة هذا العام، شارك في نسخة 2017 ما يزيد على 4100 عارض، من أكثر من 70 دولة، وأكثر من 100 ألف زائر، وضم للمرة الأولى مشاركة رسمية من الاتحاد الأوربى.

كل ذلك يحدث فى إمارة يقتنها 8 ملايين نسمة، فى دولة تعدادها أقل من تعداد شبرا، فما بالك لو إتحدت مفاصل دولة بحجم مصر، يقتنها 90 مليون من خيرة البشر والعقول، قاداتها لا يدخرون جهداً ولا وقتاً لتنميتها وتطويرها، تمتلك من المقاصد السياحية تنوعاً وتميزاً وتفوقاً، لإخراج عدد من المعارض مثل “جيتكس دبى”، فكم يكون العائد الاستثمارى المتوقع، وحجم النمو فى كافة القطاعات.